کد مطلب:369626 شنبه 30 بهمن 1395 آمار بازدید:369

الدعاء الاول
 وَ کَانَ مِنْ دُعَائِهِ عَلَیْهِ السَّلَامُ إِذَا ابْتَدَأَ بِالدُّعَاءِ بَدَأَ بِالتَّحْمِیدِ لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ الثَّنَاءِ عَلَیْهِ ، فَقَالَ




الْحَمْدُ لِلَّهِ الْأَوَّلِ بِلَا أَوَّلٍ کَانَ قَبْلَهُ ، وَ الْآخِرِ بِلَا آخِرٍ یَکُونُ




بَعْدَهُ الَّذِی قَصُرَتْ عَنْ رُؤْیَتِهِ أَبْصَارُ النَّاظِرِینَ ، وَ عَجَزَتْ عَنْ نَعْتِهِ أَوْهَامُ الْوَاصِفِینَ . ابْتَدَعَ بِقُدْرَتِهِ الْخَلْقَ ابْتِدَاعاً ، وَ اخْتَرَعَهُمْ عَلَی مَشِیَّتِهِ اخْتِرَاعاً . ثُمَّ سَلَکَ بِهِمْ طَرِیقَ إِرَادَتِهِ ، وَ بَعَثَهُمْ فِی سَبِیلِ مَحَبَّتِهِ ، لَا یَمْلِکُونَ تَأْخِیراً عَمَّا قَدَّمَهُمْ إِلَیْهِ ، وَ لَا یَسْتَطِیعُونَ تَقَدُّماً إِلَی مَا أَخَّرَهُمْ عَنْهُ . وَ جَعَلَ لِکُلِّ رُوحٍ مِنْهُمْ قُوتاً مَعْلُوماً مَقْسُوماً مِنْ رِزْقِهِ ، لَا یَنْقُصُ مَنْ زَادَهُ نَاقِصٌ ، وَ لَا یَزِیدُ مَنْ نَقَصَ مِنْهُمْ زَائِدٌ . ثُمَّ ضَرَبَ لَهُ فِی الْحَیَاهِ أَجَلًا مَوْقُوتاً ، وَ نَصَبَ لَهُ أَمَداً مَحْدُوداً ، یَتَخَطَّی إِلَیْهِ بِأَیَّامِ عُمُرِهِ ، وَ یَرْهَقُهُ بِأَعْوَامِ دَهْرِهِ ، حَتَّی إِذَا بَلَغَ أَقْصَی أَثَرِهِ ، وَ اسْتَوْعَبَ حِسَابَ عُمُرِهِ ، قَبَضَهُ إِلَی مَا نَدَبَهُ إِلَیْهِ مِنْ مَوْفُورِ ثَوَابِهِ ، أَوْ مَحْذُورِ عِقَابِهِ ، لِیَجْزِیَ الَّذِینَ أَسَاءُوا بِمَا عَمِلُوا وَ یَجْزِیَ الَّذِینَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَی . عَدْلًا مِنْهُ ، تَقَدَّسَتْ أَسْمَاؤُهُ ، وَ تَظاَهَرَتْ آلَاؤُهُ ، لَا یُسْأَلُ عَمَّا یَفْعَلُ وَ هُمْ یُسْأَلُونَ . وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی لَوْ حَبَسَ عَنْ عِبَادِهِ مَعْرِفَهَ حَمْدِهِ عَلَی مَا أَبْلَاهُمْ مِنْ مِنَنِهِ الْمُتَتَابِعَهِ ، وَ أَسْبَغَ عَلَیْهِمْ مِنْ نِعَمِهِ الْمُتَظَاهِرَهِ ، لَتَصَرَّفُوا فِی مِنَنِهِ فَلَمْ یَحْمَدُوهُ ، وَ تَوَسَّعُوا فِی رِزْقِهِ فَلَمْ یَشْکُرُوهُ . وَ لَوْ کَانُوا کَذَلِکَ لَخَرَجُوا مِنْ حُدُودِ الْإِنْسَانِیَّهِ إِلَی حَدِّ الْبَهِیمِیَّهِ فَکَانُوا کَمَا وَصَفَ فِی مُحْکَمِ کِتَابِهِ «إِنْ هُمْ إِلَّا کَالْأَنْعامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِیلًا . » وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَی مَا عَرَّفَنَا مِنْ نَفْسِهِ ، وَ أَلْهَمَنَا مِنْ شُکْرِهِ ، وَ فَتَحَ لَنَا مِنْ أَبْوَابِ الْعِلْمِ بِرُبُوبِیَّتِهِ ، وَ دَلَّنَا عَلَیْهِ مِنَ الْإِخْلَاصِ لَهُ فِی تَوْحِیدِهِ ، وَ جَنَّبَنَا مِنَ الْإِلْحَادِ




وَ الشَّکِّ فِی أَمْرِهِ . حَمْداً نُعَمَّرُ بِهِ فِیمَنْ حَمِدَهُ مِنْ خَلْقِهِ ، وَ نَسْبِقُ بِهِ مَنْ سَبَقَ إِلَی رِضَاهُ وَ عَفْوِهِ . حَمْداً یُضِی ءُ لَنَا بِهِ ظُلُمَاتِ الْبَرْزَخِ ، وَ یُسَهِّلُ عَلَیْنَا بِهِ سَبِیلَ الْمَبْعَثِ ، وَ یُشَرِّفُ بِهِ مَنَازِلَنَا عِنْدَ مَوَاقِفِ الْأَشْهَادِ ، یَوْمَ تُجْزَی کُلُّ نَفْسٍ بِمَا کَسَبَتْ وَ هُمْ لَا یُظْلَمُونَ ، یَوْمَ لَا یُغْنِی مَوْلًی عَنْ مَوْلًی شَیْئاً وَ لَا هُمْ یُنْصَرُونَ . حَمْداً یَرْتَفِعُ مِنَّا إِلَی أَعْلَی عِلِّیِّینَ فِی کِتَابٍ مَرْقُومٍ یَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ . حَمْداً تَقَرُّ بِهِ عُیُونُنَا إِذَا بَرِقَتِ الْأَبْصَارُ ، وَ تَبْیَضُّ بِهِ وُجُوهُنَا إِذَا اسْوَدَّتِ الْأَبْشَارُ . حَمْداً نُعْتَقُ بِهِ مِنْ أَلِیمِ نَارِ اللَّهِ إِلَی کَرِیمِ جِوَارِ اللَّهِ . حَمْداً نُزَاحِمُ بِهِ مَلَائِکَتَهُ الْمُقَرَّبِینَ ، وَ نُضَامُّ بِهِ أَنْبِیَاءَهُ الْمُرْسَلِینَ فِی دَارِ الْمُقَامَهِ الَّتِی لَا تَزُولُ ، وَ مَحَلِّ کَرَامَتِهِ الَّتِی لَا تَحُولُ . وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی اخْتَارَ لَنَا مَحَاسِنَ الْخَلْقِ ، وَ أَجْرَی عَلَیْنَا طَیِّبَاتِ الرِّزْقِ . وَ جَعَلَ لَنَا الْفَضِیلَهَ بِالْمَلَکَهِ عَلَی جَمِیعِ الْخَلْقِ ، فَکُلُّ خَلِیقَتِهِ مُنْقَادَهٌ لَنَا بِقُدْرَتِهِ ، وَ صَائِرَهٌ إِلَی طَاعَتِنَا بِعِزَّتِهِ . وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی أَغْلَقَ عَنَّا بَابَ الْحَاجَهِ إِلَّا إِلَیْهِ ، فَکَیْفَ نُطِیقُ حَمْدَهُ أَمْ مَتَی نُؤَدِّی شُکْرَهُ لَا ، مَتَی . وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی رَکَّبَ فِینَا آلَاتِ الْبَسْطِ ، وَ جَعَلَ لَنَا أَدَوَاتِ الْقَبْضِ ، وَ مَتَّعَنَا بِأَرْوَاحِ الْحَیَاهِ ، وَ أَثْبَتَ فِینَا جَوَارِحَ الْأَعْمَالِ ، وَ غَذَّانَا بِطَیِّبَاتِ الرِّزْقِ ، وَ أَغْنَانَا بِفَضْلِهِ ، وَ أَقْنَانَا بِمَنِّهِ . ثُمَّ أَمَرَنَا لِیَخْتَبِرَ طَاعَتَنَا ، وَ نَهَانَا لِیَبْتَلِیَ شُکْرَنَا ، فَخَالَفْنَا عَنْ طَرِیقِ أَمْرِهِ ، وَ رَکِبْنَا مُتُونَ زَجْرِهِ ، فَلَمْ یَبْتَدِرْنَا بِعُقُوبَتِهِ ، وَ




لَمْ یُعَاجِلْنَا بِنِقْمَتِهِ ، بَلْ تَأَنَّانَا بِرَحْمَتِهِ تَکَرُّماً ، وَ انْتَظَرَ مُرَاجَعَتَنَا بِرَأْفَتِهِ حِلْماً . وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی دَلَّنَا عَلَی التَّوْبَهِ الَّتِی لَمْ نُفِدْهَا إِلَّا مِنْ فَضْلِهِ ، فَلَوْ لَمْ نَعْتَدِدْ مِنْ فَضْلِهِ إِلَّا بِهَا لَقَدْ حَسُنَ بَلَاؤُهُ عِنْدَنَا ، وَ جَلَّ إِحْسَانُهُ إِلَیْنَا وَ جَسُمَ فَضْلُهُ عَلَیْنَا فَمَا هَکَذَا کَانَتْ سُنَّتُهُ فِی التَّوْبَهِ لِمَنْ کَانَ قَبْلَنَا ، لَقَدْ وَضَعَ عَنَّا مَا لَا طَاقَهَ لَنَا بِهِ ، وَ لَمْ یُکَلِّفْنَا إِلَّا وُسْعاً ، وَ لَمْ یُجَشِّمْنَا إِلَّا یُسْراً ، وَ لَمْ یَدَعْ لِأَحَدٍ مِنَّا حُجَّهً وَ لَا عُذْراً . فَالْهَالِکُ مِنَّا مَنْ هَلَکَ عَلَیْهِ ، وَ السَّعِیدُ مِنَّا مَنْ رَغِبَ إِلَیْهِ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ بِکُلِّ مَا حَمِدَهُ بِهِ أَدْنَی مَلَائِکَتِهِ إِلَیْهِ وَ أَکْرَمُ خَلِیقَتِهِ عَلَیْهِ وَ أَرْضَی حَامِدِیهِ لَدَیْهِ حَمْداً یَفْضُلُ سَائِرَ الْحَمْدِ کَفَضْلِ رَبِّنَا عَلَی جَمِیعِ خَلْقِهِ . ثُمَّ لَهُ الْحَمْدُ مَکَانَ کُلِّ نِعْمَهٍ لَهُ عَلَیْنَا وَ عَلَی جَمِیعِ عِبَادِهِ الْمَاضِینَ وَ الْبَاقِینَ عَدَدَ مَا أَحَاطَ بِهِ عِلْمُهُ مِنْ جَمِیعِ الْأَشْیَاءِ ، وَ مَکَانَ کُلِّ وَاحِدَهٍ مِنْهَا عَدَدُهَا أَضْعَافاً مُضَاعَفَهً أَبَداً سَرْمَداً إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَهِ . حَمْداً لَا مُنْتَهَی لِحَدِّهِ ، وَ لَا حِسَابَ لِعَدَدِهِ ، وَ لَا مَبْلَغَ لِغَایَتِهِ ، وَ لَا انْقِطَاعَ لِأَمَدِهِ حَمْداً یَکُونُ وُصْلَهً إِلَی طَاعَتِهِ وَ عَفْوِهِ ، وَ سَبَباً إِلَی رِضْوَانِهِ ، وَ ذَرِیعَهً إِلَی مَغْفِرَتِهِ ، وَ طَرِیقاً إِلَی جَنَّتِهِ ، وَ خَفِیراً مِنْ نَقِمَتِهِ ، وَ أَمْناً مِنْ غَضَبِهِ ، وَ ظَهِیراً عَلَی طَاعَتِهِ ، وَ حَاجِزاً عَنْ مَعْصِیَتِهِ ، وَ عَوْناً عَلَی تَأْدِیَهِ حَقِّهِ وَ وَظَائِفِهِ . حَمْداً نَسْعَدُ بِهِ فِی السُّعَدَاءِ مِنْ أَوْلِیَائِهِ ، وَ نَصِیرُ بِهِ فِی نَظْمِ الشُّهَدَاءِ بِسُیُوفِ أَعْدَائِهِ ،




إِنَّهُ وَلِیٌّ حَمِیدٌ